الزيارة التي انتهت للتو لرئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم إلى الهند، كانت تمثل أول وفد رفيع المستوى من دولة عضو في رابطة الدول الجنوب الشرق الآسيوية (ASEAN) بعد إعادة انتخاب رئيس الوزراء مودي في يونيو من هذا العام.
استجابة لدعوة من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، قدّم رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم زيارة رسمية إلى الهند في الفترة من 18 إلى 20 أغسطس 2024. كانت هذه الزيارة هي الأولى له إلى الهند منذ تسلمه منصبه. ومثّلت أيضًا أول وفد رفيع المستوى من دولة عضو في رابطة دول جنوب شرق آسيا بعد إعادة انتخاب رئيس الوزراء مودي في يونيو من العام نفسه.

رافق رئيس الوزراء الوراهيم وفداً دبلوماسيا مرموقا، ودخل في محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء مودي، واجتمع أيضًا مع الرئيسة دروبادي مورمو. تناولت حواراتهما مجموعة واسعة من القضايا، بدءًا من التعاون الثنائي وصولاً إلى القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك. وكانت الزيارة بارزة بتوقيع 11 مذكرة تفاهم تؤكد على تعميق التعاون بين البلدين.

كانت الزيارات الدورية بين الهند وماليزيا من قبل الكبار دائما رمزًا للثقة المتبادلة والترابط والالتزام المشترك بشراكة طويلة الأمد. منذ عام 1954، قام جميع رؤساء الوزراء الهنود تقريبًا بزيارة رسمية إلى ماليزيا، مما يعكس العلاقات العميقة بين البلدين

لقد ساهمت هذه الثقة الدائمة في رفع المستوى من شراكة استراتيجية معززة لما يتصوره كلا الزعيمين على أنه شراكة استراتيجية شاملة قوية وموثوقة في المستقبل. خلال هذه الزيارة، أكد كلا رئيس الوزراء على التزامه بتحقيق هذا الهدف المشترك.

أهمية الزيارة
تتمتع ماليزيا بمكانة خاصة في حسابات الهند الاستراتيجية ضمن منطقة جنوب شرق آسيا، نظراً لموقعها الاستراتيجي، والروابط الثقافية العريقة، والعلاقات التجارية القوية. تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة خاصة لأنها وقعت في زمن تطمح فيه ماليزيا للانضمام إلى بريكس، وهو خطوة قد تدعمها الهند بفضل مكانتها العالمية الصاعدة ودورها المؤثر على مستويات متعددة الأطراف والثنائية.

أصبحت الهند داعمة بارزة للقضايا والحقوق التي تقلق الجنوب العالمي في المشهد الدولي المعاصر. وأعرب رئيس الوزراء إبراهيم عن تقديره لقيادة الهند في استضافة مؤتمر صوت الجنوب العالمي (VOGSS)، الذي شكّل منصة لهذه الدول للتداول حول القضايا المشتركة والمصالح والأولويات، وكذلك لتبادل الأفكار والحلول.

في مقابلة مع الإعلام، أكد رئيس الوزراء إبراهيم أن رئيس الوزراء مودي وافق على دعم طلب ماليزيا للانضمام إلى بريكس. في وقت سابق، بتاريخ 18 يونيو 2024، كان الوراهيم قد أعرب عن رغبة ماليزيا في الانضمام إلى المجموعة للرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا.
  
من وجهة نظر الهند، كانت الزيارة ذات أهمية حاسمة، خاصة في ضوء التوترات المحلية المستمرة في ثلاث دول رئيسية من أعضاء جمعية حافة المحيط الهندي - بنغلاديش، ميانمار، وتايلاند. بالإضافة إلى ذلك، كانت الهند قلقة بشدة بشأن الاهتمام المتزايد للقوى العظمى في جزيرة سانت مارتن التي تحمل أهمية استراتيجية في خليج البنغال.

الشراكات التاريخية والثنائية
منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية في عام 1957، شهدت العلاقة الثنائية بين الهند وماليزيا نموًا مستقرًا. وتم الوصول إلى نقطة تحول هامة في أكتوبر 2010 بإقامة شراكة استراتيجية، تم تطويرها لتصبح شراكة استراتيجية معززة في عام 2015.

بلغت هذه العلاقة ذروتها في 2024 عندما تم رفعها إلى شراكة استراتيجية شاملة. لعبت الآليات المؤسسية الثنائية عدة أدوار حاسمة في تعزيز وتعزيز هذه العلاقات. في 2018، احتفلت البلدين بالذكرى الستين لعلاقاتهما الدبلوماسية وتعهدا برفع الشراكة إلى مرتفعات أكبر.

العلاقات الاقتصادية
كانت الروابط الاقتصادية حجر الزاوية في تعزيز العلاقة الثنائية بين الهند وماليزيا، بمثابة مكون رئيسي في شراكتهما الاستراتيجية المعززة. وصل التجارة الثنائية بين البلدين إلى 20.01 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2023-2024.

تعد ماليزيا الشريك التجاري السادس عشر للهند، بينما تعتبر الهند ضمن أكبر 10 شركاء تجاريين لماليزيا. ساعد الاتفاق الاقتصادي الشامل بين ماليزيا والهند في تسهيل هذه العلاقة التجارية المتنامية.

خلال الزيارة المؤخرة، شجع كلا رئيس الوزراء الصناعات