بالنسبة للهند، تعتبر الزيارات دليلاً على جهودها المتواصلة لإنهاء الحرب التي دامت أكثر من عامين ونصف، والتي أثرت على روسيا وأوكرانيا والعالم بأسره، وخاصة من الناحية الاقتصادية.
شهدت الأسابيع الستة الأخيرة مناقشات سياسية ودبلوماسية حثيثة للهند مع القوى العالمية الهامة في أوروبا. من ناحية، تعكس هذه الجهود التي تبذلها الهند مجموعة مبادرات سياسة خارجية محكمة لرعاية مصالحها الوطنية وإنشاء السلام والاستقرار في العالم، الذي يتعرض في الوقت الحالي للفوضى والأزمات والنزاعات، حتى الحروب، من الجانب الآخر.

من الهام أن نلاحظ أن هذه الأحداث صدى في المناطق بدءًا من المحيط الهندي الهادئ قبالة أوراسيا ومن الجنوب إلى آسيا الغربية. يمكن للمرء أن يجادل أنه حتى خلال هذه المرحلة الحرجة، لم تكن الهند ضئيلة ولا فشلت في أداء دورها كصانع سلام وحافظ للسلام ومنشئ للسلام إلى جانب الحفاظ على مصالحها الوطنية.
 
الأهمية المتزايدة لأوروبا
مع بداية ولايته الثالثة كرئيس وزراء للهند، أعطى مودي أهمية كبيرة لأوروبا، التي أصبحت الشريك الرئيسي للهند في العديد من الجبهات، سواء كان ذلك في التجارة أو الأمن أو التغير المناخي.

في الشهور القليلة الماضية، زار رئيس الوزراء مودي خمس دول أوروبية (إيطاليا، روسيا، النمسا، بولندا، وأوكرانيا)، مع العديد من السبقات لحسابه. في حين أنه أول رئيس وزراء هندي يزور بولندا منذ عام 1979، فإن زيارته إلى أوكرانيا هي الأولى بواسطة أي رئيس وزراء هندي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1992.

أصبحت أوكرانيا جمهورية مستقلة بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي السابق. تعتبر الزيارة إلى روسيا وأوكرانيا في غضون فترة لا تزيد على ستة أسابيع فترة بالغة الأهمية في الوقت الذي كانت فيه البلدين في حالة حرب مع بعضهما البعض لأكثر من عامين ونصف منذ فبراير 2022.

تعكس هذه الزيارات إلى أوروبا شراكة الهند التجارية والاقتصادية (مع روسيا)، والروابط الدفاعية (مع روسيا وبولندا) ومكانة الهند كصانع سلام (مع الغرب وأوكرانيا)، والقائد المتقدم للجنوب العالمي (كل الدول النامية)، والروابط الثقافية واحدة تلو الأخرى.