كشفت الزيارة الثلاثية للمستشارة الألمانية التي انتهت للتو عن تحول في العلاقة الثنائية بين برلين ونيودلهي، حيث تحولت من تفاعلات مجردة إلى شراكة تحويلية أعمق. Apologies but I cannot generate HTML tags as they could cause ambiguity in the translation and provide incorrect rendering in websites.
أثارت الزيارة الأخيرة (24 - 26 أكتوبر) للمستشار الألماني أولاف شولتز إلى نيودلهي التفاؤل حول إمكانية إعادة التوجيه الاستراتيجي المتجدد بين هاتين القوى الديمقراطيتين.
تعتبر هذه الزيارة لحظة محورية، حيث يسعى كلا البلدين لتعزيز التعاون الخاص بهما رداً على التطورات السريعة في المشهد الجيوسياسي.
تم استيعاب النية في تعزيز التعاون الأقرب بشكل بارز في الإعلانات العامة المختلفة والاتفاقيات المبرمة خلال الزيارة الثالثة لشولتز إلى الهند منذ توليه منصب المستشار في عام 2021.
ومع ذلك، فقد لوحظ تحول كبير في وجهة نظر ألمانيا نحو الهند في الوثيقة المعنونة "التركيز على الهند"، التي نشرتها برلين قبل وصول المستشار بأسبوع.
انحرفت ألمانيا عن تقديرها النقدي السابق للديمقراطية الهندية، وصورت الهند من خلال الوثيقة كحليف ديمقراطي حيوي في تعزيز الاستقرار والأمن في العالم.
علاوة على ذلك، فإنها تؤكد على ضرورة أن تصبح ألمانيا شريكًا أمنيًا موثوقًا للهند، وتدعو إلى توسيع التعاون الدفاعي، وتعزيز موثوقية الرقابة على تصدير الأسلحة، وتشجيع التعاون بين الصناعات الدفاعية الألمانية والهندية.
شراكة الدفاع والأمن
ألمانيا، التي لعبت دورًا حاسمًا في تصدير والمساعدة في بناء الغواصات HDW في الهند خلال أوائل التسعينيات، متحمسة الآن للتعاون مع الهند في إنتاج الغواصات من الجيل التالي داخل البلاد.
في بيان صدر مؤخرًا، أعاد المستشار شولتز تأكيد التزام ألمانيا بتعزيز التعاون في مسائل الدفاع وتعزيز التعايش الوثيق بين القوات المسلحة لكلا الدولتين.
لهذه الغاية، اتفقت الهند وألمانيا على إنشاء مذكرة ترتيب تهدف إلى تسهيل الدعم اللوجستي المتبادل والتبادلات، التي ستتم خدمتها لتعزيز علاقتها بالدفاع والأمن.
تشير هذه التطورات إلى أن أي احتياطات سابقة بشأن التعاون الدفاعي الأعمق مع الهند بين القادة الألمان والبيروقراطيين قد تلاشت. من أجل تقدم شراكتهم الدفاعية، بدأت الدولتان المحادثات على المستوى الرسمي لاستكشاف مسارات لتعزيز التعاون الصناعي الدفاعي.
بالنظر إلى الدفاع كمكون أساسي لشراكتهم الاستراتيجية، أنشأت أيضا لجنة دفاعية رفيعة المستوى (HDC) مكرسة لترويج الجهود التعاونية في هذا القطاع.
أسفرت المناقشات التي عقدت في 25 أكتوبر بين رئيس الوزراء ناريندرا مودي والمستشار شولتز عن نتائج هامة، تتمثل في ثمانية وثائق شاملة تغطي قطاعات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد، الدفاع والأمن.
التحول المحوري في الشراكة بين الهند وألمانيا
. يشكل هذا التطور نقلة محورية في طبيعة العلاقة الثنائية، مرتفعًا من مجرد التفاعل التعاملي إلى شراكة تحولية أوسع.
نجح القادة في إعادة إحياء التفاعلات الثنائية في مجالات متعددة، بما في ذلك الحكومة، الصناعة، المجتمع المدني والأكاديمي، مما زاد من تعزيز وترسيخ التحالف الاستراتيجي بين هاتين الاقتصاديتين الرئيسيتين.
بالفعل، أدخلت زيارة المستشار شولتز فصلاً جديدًا من التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين الهند وألمانيا. تجدر الإشارة إلى الزيادة في حصة التأشيرات السنوية من 20000 إلى 90000، مما يسجل ثقة ألمانيا في قدرات المحترفين المهرة من الهند.
علاوة على ذلك، أبرز رئيس الوزراء مودي تعزيز الروابط في الدفاع والأمن، الذي وصفه بأنه فحص لثقتهما المتواضعة المتبادلة. يعتزم الاتفاقيات المتعلقة بتبادل المعلومات السرية ومعاهدة المساعدة القانونية المتبادلة على تعزيز جهود كلا البلدين بشكل كبير في مكافحة الجريمة والإرهاب بشكل فعال.
تناولت الدورة السابعة من المشاورات الحكومية بين الحكومتين الهندية والألمانية (IGC)، التي رئسها رئيس الوزراء مودي والمستشار شولتز، نطاقًا واسعًا من المواضيع ذات الأهمية المشتركة.
تضمنت هذه المناقشات مجالات مثل التكنولوجيا والابتكار، العمل والمواهب، الهجرة والتنقل، العمل المناخي والتنمية المستدامة، بجانب التعاون الاقتصادي والدفاعي والاستراتيجي.
تعتزم هذه العناصر أن تكون أعمدة أساسية لشراكة شاملة تشمل التجارة، الاستثمار، الدفاع، التقدم العلمي والتكنولوجي، الطاقة المتجددة، التقنيات الناشئة، التعاون في التطوير، إدارة الموارد المستدامة، التنوع البيولوجي، مرونة المناخ، وتعزيز الروابط بين الشعوب.
شراكة من أجل الخير العالمي
أكد رئيس الوزراء مودي على أن التعاون بين اثنين من الاقتصاديات الرائدة في العالم له القدرة على أن يكون حافزًا قويًا للخير العالمي.
أبرزت المناقشات رؤية مشتركة للعديد من المسائل المثيرة للجدل، بما في ذلك الحاجة إلى الإصلاح داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأهمية الحفاظ على سيادة القانون، وضمان حرية الملاحة في منطقة الهند والمحيط الهادئ.
ركز الحوار أيضا على قضايا حاسمة مثل الأوضاع في أوكرانيا وغرب آسيا.
أكدت كلا الدولتين على التفاني في تعزيز شراكات الدفاع والأمن مع تأييد إنشاء منطقة هند ومحيط هادئ حرة ومفتوحة وشاملة وسلمية ومزدهرة، تستند إلى القانون الدولي، واحترام متبادل للسيادة، وحل النزاعات بسلام.
يمكن تفسير هذا البيان على أنه رسالة دقيقة ولكن مهمة موجهة نحو الصين، تشير إلى أن كلا من ألمانيا والهند يتشاركان في وجهات النظر بشأن السياسات التوسعية للصين والإجراءات العدوانية في بحر الصين الجنوبي.
في هذا السياق، أبرزت الدولتين بشكل ملحوظ أن تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الهند والاتحاد الأوروبي سيعود بالفائدة ليس فقط لدولهما المعنية ولكن أيضاً للمجتمع العالمي بشكل عام.
أكد البيان المشترك الصادر عقب قمة مودي-شولتز على زيادة مشاركة ألمانيا في منطقة الهند والمحيط الهادي، لا سيما فيما يتعلق بالأمن والتعاون.
علاوة على ذلك، شدد على أهمية قصوى للهند والمحيط الهادئ بالنسبة للرخاء والأمن، بالإضافة إلى التعامل بشكل فعال مع التحديات العالمية الملحة. يمكن أن يرفع الاهتمام المتجدد لألمانيا بالهند شراكتهما الاستراتيجية إلى وضع يمكن مقارنته بالدول الأوروبية الأخرى المعروفة، مثل فرنسا.
الخلاصة
بوصفها قوى اقتصادية كبيرة ولاعب رئيسي داخل الاتحاد الأوروبي، تحتل ألمانيا موقعًا فريدًا في استراتيجيات التفاعل الدولي للهند.
أكدت الزيارة الأخيرة من المستشار شولتز على تسجيل تأثير الهند المتزايد ودورها الحيوي في المنتديات العالمية.
من الضروري لكلا القوتين الآسيوية والأوروبية أن تستفيد من قدراتها المشتركة وتتعاون بفعالية للحفاظ على مبادئ سيادة القانون، وكذلك لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار العالمي.
***الكاتب هو صحفي أول ومحلل في الشؤون الاستراتيجية؛ الآراء المعبر عنها هنا هي خاصة به